شعراء من السعودية
الشاعر / حمزة احمد عامر الشريف
بقلم / إسماعيل بريك ، قلين – كفر الشيخ
الشاعر / حمزة احمد عامر الشريف
بقلم / إسماعيل بريك ، قلين – كفر الشيخ
ت/ 0145578634
الشاعر حمزة احمد عامر الشريف من شعراء القنفذة - المملكة العربية السعودية من مواليد 1369 هـ ويعمل موجهاً تربوياً بإدارة تعليم القنفذة وعضواً منتسباً في نادي جدة الأدبي الثقافي وله عدة مؤلفات منها : ( النوخذة عثمان – وخمس قصص للأطفال – والشاعر حمزة الشريف شاعر مهذب رقيق صاحب خصال حميدة وهو لا يحب الدخول في معارك أدبية حتي يجنب نفسه نفور أحد منه أو نفوره من أحد ومع ذلك فهو مؤمن بضرورة التواجد في الساحة الأدبية إما شاعرا في المهرجانات الأدبية وأما متحدثا في المحافل يقدم المتحدثين ويعلق عليهم وأما ناشرا شعره في الصحف والمجلات الأدبية وقد صدر ديوانه " الشواطيء " باكورة إنتاجه الشعري الأول الذي حفل بثلاث وأربعين منظومة في مختلف الأغراض الشعرية ويقع في مائه وعشرين صفحة من الحجم الصغير وقدم له الأديب المعروف الأستاذ / عبد الفتاح أبو مدين تقديما يقع في ست صفحات الثلاث الأول يتحدث فيها عن فن الخطابة وإعجابه بالشاعر حمزة عامر الشريف في فن الخطابة والثلاث صفحات الأخر من التقديم يتحدث فيها الأستاذ / عبد الفتاح أبو مدين عن الشعر حديثا عاما ولم يتعرض في تقديمه للنصوص الشعرية التي حواها الديوان . ونترك التقديم لنصل إلي قصائد الديوان فتطالعنا قصيدة دينيه بعنوان " ابتهال " يتحدث فيها الشاعر عن وقوع الإنسان في الزلات بسبب حبه للدنيا وللمال فيقول الشاعر / حمزة الشريف مبتهلا إلي الله :
أقصاني عن بابك يا ربي
بعض الزلات بأعمالي
أقصاني حب للدنيا
وحنين لحياة ونضال
أقصاني أمل ممتد
زين لي حبا للمال
أنا لم انس العمر الفاني
فعلام ... جشعي أقصاني ؟
والشاعر / حمزة عامر الشريف مثله مثل كل الشعراء العرب وهب قلمه للدفاع عن قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين وانتهاك الصهانية حرمة المسجد الأقصي فتطالعنا في الديوان قصيدة بعنوان ( المسجد الحرام يخاطب المسجد الأقصي ) وفيها يذكر الشاعر / حمزة الشريف المسلمين بمقدساتهم الإسلامية المتمثلة في أولي القبلتين من أجل استعادته فيقول :
تراءيت لي والمدي يقرب
وفيك المصلون والموكب
وذكري الرسول الأمين الأغر
وفيض السموات لا ينضب
وفيك التسابيح قد رتلت
وشمس الهداية لا تغرب
ويستنهض همم المسلمين فيقول الشاعر / حمزة الشريف :
أتاك الصهاينة الغاصبون
أما علموا حكم من يغضب
سيرجع يوما إليك السلام
ومني إليك الوفا يوهب
فبشراك بالفتح من ها هنا
ولبيك من فورها يثرب
والشاعر / حمزة الشريف شاعر محب لوطنه دائم التغني بالأمجاد الوطنية التي تلهمه الشعر والأفكار وهو يفخر بما تحقق في هذه الأرض الطيبة المباركة من نهضة كبرى وأمن وأمان ورفاهية ورخاء وحضارة ومجد وازدهار فيقول في قصيدة له بعنوان: ( يا موطني ) .
يا موطني ملهمي شعري وأفكاري
من طيبة الوحي حتي مكة الغار
من روضة العز في نجد أرومتها
رجالها الغر هم بدر الدجي الساري
هم الهداة علي درب الحياة فكم
تقدموا باكاليل من الغار
ورفرفت في سماء المجد رايتهم
وما تزال علي حب وإكبار
عبد العزيز بني للمجد قاعدة
ذري علاها سمت في كل مضمار
* ويؤكد هذه المعاني في قصيدة أخري له بعنوان ( النهضة الشاملة في ربوع الوطن ) فيقول :
في ظلال العدل قامت نهضة
عبقري الشرق بالعزم بناها
فمضت كالشمس في عليائها
يشرق الكون بإشراق ضحاها
قبس التاريخ من جذوتها
حكمة الأجيال في أوج علاها
* ونمضي مع الشاعر / حمزة الشريف لنصل إلي قصيدة رائعة التصوير كتبها بإحساس صادق لصدق التجربة الشعرية فيها وهي قصيدة بعنوان ( نافورة جدة ) يصف فيها تلك النافورة الرائعة فيقول :
كأنها قلم والبحر محبرة
والجو نشر من طياته الورقا
ترمي علي البعد سحبا من كنانتها
وتسبق السحب لما تدفق الورقا
تياهة في علاها حين تشهدها
تخالها تدرك النجم الذي برقا
* ويمضي الشاعر / حمزة الشريف يصور نافورة جدة تصويرا رائعا فيقول :
كورنيش جدة يزهو تحت رونقها
حيث التفت تراها تشبه الشفقا
البحر يعجب من نافورة أخذت
منه ولكنها ما سببت غرقا
* ونواصل المسيرة مع الشاعر / حمزة عامر الشريف لنصل إلي القصيدة التي تخير عنوانها عنوانا للديوان وهي قصيدة ( شواطيء القنفذة ) وفيها تظهر التجربة الشعرية واضحة للشاعر / حمزة الشريف ومدي تأثره بالبيئة التي يعيش فيها وهي البيئة الساحلية ويبدو ذلك واضحا في استخدامه للقاموس اللفظي في هذه القصيدة فكلمات القصيدة وصورها الشعرية مستوحاة من البيئة الساحلية التي يعيش فيها الشاعر فقد استخدم الفاظا مثل شواطيء ... رمال – موجه – نوارس – قوارب – أجنحة – أشرعة – نجوم- بحر – سماء – جزائر .... الخ .
يقول الشاعر / حمزة الشريف في قصيدة " شواطيء القنفذة " .
شواطيء الهدوء .... وسنانه الجفون
هيمانة الرمال ... تكحل العيون
برشة من موجه ضحوكة الأهداب
تجيء في ملابس المساء بلونها الخلاب
فتثلج القلوب .... وتبعد المآسي
بدفقها الحنون....
كأنها تغسلت بزرقة السماء
* إلي أن يقول :
نوارس … قوارب …. تسافر
أجنحة… أشرعة… كأنها نجوم
تزينت بحارها بأروع الجزائر .
* ونصل بقراءتنا لديوان الشاعر / حمزة عامر الشريف إلي قصيدة بعنوان : رسالة من شاعر إلي ناقد " وفيها يطلب الشاعر / حمزة الشريف من النقاد أن يشفعوا للشعراء الجدد عند الصحفيين وان ينقذوا شعرهم من كارثة الكساد وان يبددوا سترا بين الشعر وبين عيون الأحقاد فيقول :
اشفع لي عند الصحفيين
أنقذ شعري من كارثة الكساد
بدد سترا بين الشعر وبين عيون الأحقاد
ما ينشر باسم المحترفين … أشبه شيء بكلام الموهوبين
فلماذا تعطي فرصة نشر ذهبية … لأناس معروفين
والأولي أن تنشر شعرا لأناس مغمورين
* إلي هنا ونقول للشاعر / حمزة الشريف إن رسالتك هذه تعد خاطرة أدبية وليست قصيدة شعرية كما أسميتها وضمنتها ديوانك الموسوم بالشواطيء – فان الصحفيين ينشرون كل يوم لشعراء قد رحلوا عن دنيانا منذ مئات السنين وهم في ريعان الشباب ومازال إنتاجهم حيا بيننا ومن هؤلاء الشعراء علي سبيل المثال لا الحصر : ( طرفة بن العبد – المنخل اليشكري ) وغيرهما كثيرون يشفع لهم عند الصحفيين ومتذوقي الأدب جودة إنتاجهم وتميزه وصدق الشاعر العربي حين قال :
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس خليقا أن يقال له شعر
وبعد عزيزي القاريء كانت هذه قراءة سريعة لديوان الشاعر / حمزة بن عامر الشريف . والله من وراء القصد
******
هامش : ملحق الأربعاء 11 ذو القعدة 1409 هـ العدد 309 جريدة المدينة السعودية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق