الأحد، 18 نوفمبر 2012

الرقة والعذوبة فى شعر رضا أبو ريه بقلم إسماعيل بريك


الشاعر رضا أبو رية  أحد الشعراء الشبان الواعدين بمحافظة كفر الشيخ بدأت براعمه تتفتح منذ التحق بالدراسة الجامعية عام 2000م حيث نضجت موهبته الشعرية وحصل على المراكز المتقدمة في المسابقات الشعرية التي أقامتها الجامعة وبدأ في نشر قصائده في الصحف والمجلات الأدبية وشارك في الأمسيات الشعرية التي أقامتها الثقافة الجماهيرية بقصور الثقافة إلى أن استقام عوده وثبتت أقدامه في الساحة الأدبية فأخذ يخطو بخطى سريعة نحو النجاح والتقدم في مجال شعر الفصحى ويأتي ديوان ( ظل في صحراء القلب) للشاعر رضا أبورية ليؤكد لنا أننا أمام شاعر رقيق من شعراء الغزل العفيف .
         يضم الديوان ثلاثين قصيدة من شعر الفصحى على النحو التالي : سبع عشرة قصيدة غزلية وهي ( ظل في صحراء القلب - إمرأة أخرى تهواني -  إلى فتاة سماوية - أنت كاذب - أنثي لا تتكرر - بين أعماق الغرام -  ثورة الحرف الشعري – رهينة القلب – عودة القلب – قلوب ضائعة – لاتيأسي - نساء بلا مأوى – يقولون عنك ِ- قلب يشكو - بؤرة الحب – إلا أنتِ – إمرأة تمتد خلالي ) كما يضم الديوان تسع  قصائد وطنية هي : (المقهورة - لا زال الحاكم موجودا – متى تشرق الشمس – منام – في الثورة – هزي نخيلك – التحرير – في السياسة – مثلي ) ويضم الديوان ثلاث قصائد دينية هي :( كعبة النور – مناجاة – ابتهال ) كما يضم قصيدة واحدة اجتماعية بعنوان ( إلى مدمن ) ومن ثم نرى أن معظم قصائد ديوان الشاعر رضا أبورية هي في موضوع الغزل فهو شاعر رقيق بطبعه لم يشغل فكره بأغراض الشعر الأخرى من مدح وهجاء وفكاهة ورثاء .
         والشاعر رضا أبورية يبدو تأثره واضحا بشعراء الغزل لكنه استطاع أن يكون له بصمته الشخصية في القصيدة الغزلية فهو ليس امتدادا لعمر بن أبي ربيعة ولا نسخة من قيس ولا حفيدا لنزار‘ وإنما هو شاعر متميز
له أسلوبه وإبداعه وصوره الشعرية المبتكرة التي ضمنت له البقاء والإستمرار في ديوان العرب ويبدو ذلك واضحا في قصيدته (أنثى لا تتكرر) يقول فيها :
منها تفيض دفاتري شعراً
وأمضي من هواها
تائهَ الأقدامِ مشتاقاً أسير
عنقاءُ .. مازالت تحلق في سمائي
تعجز الأفهام عن إدراكها
إني قرأت نصوص حب تصطلي
وتصير جمرا
غيرُ أني لا أرى من قبلِ ذلك
نص حب مثل عينيها
فأقرأ ما أشاء ...
فالشاعر رضا أبورية يضع محبوبته في صورة أسطورية بينما يضعها في قصيدة أخري في صورة السارقة للفؤاد فيقول في قصيدة (عودة القلب) :

أخذت فؤاديَ خلسةً
وتظاهرت
ببراءة الحَمل الوديع
واستنشقتني من  رياض الفل
 عطرا ًلا يضيع
مازلت أبكي حرقة
كيف استباحت روضتي ؟!
وتطاولت
كيف اعتدت وتدللت ....
ثم نراه يصور لنا أنماطا سلوكية متعددة للمرأة تجاه الرجل في قصيدة ( نساء بلا مأوى ) وكيف يراها الرجل في كل نمط فالمرأة الفنانة التى يهملها الرجل والمرأة المتمردة التي لا ترى الرجل أصلا والمرأة الجميلة المغرورة التي يروقها الرجل العطوف والمرأة اليائسة التي وضعت أقدامها في دنيا الرجال فتغير حالها واللعوب والمتحدية والشكاية والبارعة الجمال والوفية ‘ فكلها صور واقعية من واقع الحياة وكلهن يبحثن عن مفتاح لشخصية الرجل للوصول إليه .....وبعد .....فإن هذا الديوان ( ظل في صحراء القلب ) هو إضافة إلى المكتبة العربية وقصيدة جديدة في ديوان العرب .

                                                                                                     الشاعر / إسماعيل بريك

هناك تعليق واحد: