الاثنين، 6 يوليو 2009

أهل المعاشات


أهل المعاشات


يا نفسُ نوحى على ماضيكِ والآتى
أصبحتِ يا نفسُ من أهلِ المعاشاتِ
مَــا العيش إلاَّ طوابيرٌ و مطحنةٌ
مَوْتَــى جياعٌ وَمَوْتَــى بالكآباتِ
فـى كل يوم مـن الأيام نائبــةٌ أحيا ذليلاً لَـدَى كُـلِّ احتياجاتـى
الوظيفة
من وحى الإحالة إلى المعاش لبلوغ السن القانونية
خَرَجْتُ من الوظيِفة لاَ أُبَالـى
بأىِّ وَظيفةٍ خَطَــرَتْ ببالـــى
شَغَلْتُ وظيفةَ الأعمى سنينـا
وَ عشْتُ مُهَذَّبــاً بين الرِّجــالِ
أَغُضُّ الطَّرْفَ يوماً بعد يـومٍ
وَغَضُّ الطَّرْفِ مِنْ حُسْنِ الخِصَالِ
لَعَمْرىَ مَا شَهِدْتُ الزُّورَ يومَاً
وَلاَ كُنْتُ الشَّحيحَ لَدَى السُّــؤَالِ
حياتى كُلُّهَا أَدَبٌ وَعِلْـــمٌ
وَفَنُّ الشِّعْرِ مَوْهبتـى وَمَالــى

سلامَاً صَاحِبَّى

سلامَــاً صَاحِبىَّ سَلاَمَــا شَربْتُ مِنَ الأسى ستين عَامَا
وَمَنْ شَرِبَ اِلأَسَىَ دَوْمَاً سيبقى كِسيرَ النَّفْس مَمْلوءَاً سِقَامَا هَرِمْتُ و شابَ رأسى كُلّــهُ فَوَيْلُ المرءِ إِنْ أَضْحَى حُطَامَا
ستون عاماً

ستون عامـاً عشتها بين المآسـى والأَلَمْ
أشكو لضيقِ معيشتى وَسِوَاىَ يشكومن تُخَمْ
أقتاتُ أضغاثَ المُنَى وَالغَيِْرُ ينعـم بالخَدَمْ
العبد أصبح سِّيـدَا و الحرُّ عبــداً للقيَمْيـا للغرابة لِلدُّنَـا تُعْطِى وَ تَمنحُ للرِّمَمْ
شيخوخة النفس

شيخوخة النفس لا شيخوخة البدنِ
أَشَدُّ فتكاً على الإنسان مـن سِقَمِ
مَا عُدْتُ أقوى على الإمساك بالقلمِ
والنفس تشقى مع الإحساس بالألم
الجسم يبلى إذا مَا مَسَّــهُ مَرَضٌ
والنفس تبلى من الأحداث والِهَرمِ

يا ساكن القبر
من وحى المقابر


يا ساكنَ القَبْرِ لاَ تَجْزَعْ لِسُكْنَاهُ
مَنْ يسكن القبر بعد الموتِ يخشاهُ
القبر نورٌ لِمَنْ طَابَتْ مَحَاسِنُـهُ
والقبر نارٌ لِمَنْ سَاءَتْ خَطَـايـاهُ
مَنْ يَعْمِلْ الخير لاَ يَعْدَمْ جَوَازيه
والمرءُ يفنى ولا تفنـى عَطَايـاهُ
فاستبشرْ الخير مِنْ عفوٍ ومغفرةٍ
مَنْ يأملْ العضـو عند الله لُقْيـاه
يا زائراً قَبْرى
يا زائراً قبـرى الموت لا تدرى
ريحانــة الدَّار
مِنْ عطرها تُسْقَى طُهْرَاً وَ نُسْتَبقى
فـى ذمة البارى
حَلَّفْتُـــكَ اللهَ ونبيَّهُ طَـــهَ
تبقى إلـى جارى
واتلٌ بفاتحــةٍ للنفسِ شافعـةٍ
من بعض أوزارى
وَانظرْ بعينيـكَ تَلْــقَ حَوَالَيْكَ
أطــلال زَوَّارى
بالأمسِ قَـدْ جاءوا للقـبر فاستاءوا
من منظـر الدَّارِ
فاختارهم ربــى واليوم هم جَنْبى
فى صمت أحجار
يا صاحِ لا تجزعْ باللـهِ لا تفزعْ
وانظرْ لمشوارى
فالناس راحــلةٌ لِلَّـهِ ذَاهبــة
لحسابـه الجارى
قَسْوَةُ الأيام


مالى جَزِعْتُ لِقَسْوَة الأيـــام
وَلَقيتُ كـلَّ عداوةٍ وخصــامِ
مَا مِنْ صديقٍ صادقٍ صَدَّقتـهُ
إلاَّ و أمطـر كاهلـى بسهـامِ
مَا مِنْ ضعيفٍ كنتُ أرحم ضَعْفَهُ
إلاََّ و عربـد ساحقـاً لعظامـى
مَا مِنْ قريبٍ رُمْتُ يوماً وَ صْلَهُ
إلاَّ وزاد قطيعتـى و ملامــى
إن الأقارب كالعقارب كلَّهَــمْ عشقوا العقوق لصاحب الأرحامِ

قَسْوَةُ الدهر


يـا دَهْرُ منك إليك أشكــو
نوب الأسى وعواصف الأزراءِ
مَزَّقْتَ قلبى بالهموم وقدتنـى
لليأس يجثــو بين أحشائــى
لا يوم يمضى دون قسوتـه
لا ليــل يأتـى دون بلــواءِ
حتى افتقرتُ وصرت ملتمساً
عَطْفَ البزئ ورحمـة المستاءِ
فاقبلْ توسُّل ناسكٍ مُتَعِّبــدٍ لَـمْ يجن شيئاً فـى حياة شقاءِ

حياتى

أتيتُ إلى حياتى فى صِرَاعٍ أُقلِّبُ فى الوجود عن الضَّياعِ
كَريـمٍ أَسْقَمَتْهُ البيدُ بحثـاً عن العيش الرغيد المستطاعِ
فَحَارَ وَظَلَّ مَغَْشِيَّـاً عليـه لتنهش منه أنيابُ السِّبـاعِ
وَمَا صَنَعَ القليل الحظ إثماً و لكن الحياة مـن الصِّراعِ
فهذا يمتطى ظهراً ضعيفـاً و يحيـا سَيِّداً بين الجيـاعِ
وهذا يملأ الدنيا صُرَاخـاً يقول عن السياسة و الخداعِ
و إن تلجأ إليه لأجل شكوى رَمَاك بألف عذرٍ أو مَسَاعِ
و هذا طَيِّب الأخلاق شكلاً وَ جَوْهَرُ حِلْمِه سوء الطباعِ
و تلك طبيعة الدنيا تـراها تُعَلمك النعومة كالأفاعـى
فتلدغُ أو تعضُّ لأجل عيشٍ و تخدع أو تزمجـر للدفاعِ
و قد ضَيَّعْتَ فى الدنيا حياةً وَ مَا مَلَكَتْ يمينكَ من متاعِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق