الأحد، 14 مارس 2010

الشاعر / علي أحمد النعمي – جازان

شعراء من السعودية
الشاعر / علي أحمد النعمي – جازان
بقلم : إسماعيل بريك ( قلين – كفر الشيخ )
ت /0145578634


الشاعر علي أحمد النعمي من مواليد 1356هـ بجرجه – ضمد – جازان بالمملكة العربية السعودية – حصل علي ليسانس لغة عربية من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية عام 1389هـ وحصل علي الميدالية الذهبية في مهرجان الشباب العربي الثالث ببغداد عام 1397هـ ويعمل حالياً مديراً لمدرسة " الجرجة الابتدائية والمتوسطة بجازان " وهو عضو بمجلس ادارة نادي جازان الادبي وقد صدر ديوانه " الارض والعشق " عن منشورات دار الفيصل الثقافية بالرياض ويضم إحدى وثلاثين قصيدة تتميز بالنفس الطويل وتقع في مائة وست وثلاثين صفحة من القطع المتوسط تدور معظمها في إطار الشعر الوجداني وتتحدث عن الانتماء للارض وحب الوطن ومعالجة بعض السلوكيات الاجتماعية المرفوضة مثل ارتفاع المهور في الزواج فتطالعنا له قصيدة بعنوان " عريس سارة " يعالج فيها بأسلوب ساخر مرح قضية المغالاة في مهور الزواج عند البعض فيقول :
لما خطبت البنت من عمي
تظاهر بالبشارة
واستقبل الوفد الذي
وافي ورحب بالزيارة
وسرى الحديث ولم نكن
ندري بما خلف الستارة
ويسود صمت بعده
يومي المقدم بالاشارة
يومي لشخصي قائلا
هذا الذي حاز الجدارة
هذا فتي متعلم
ومثقف سلس العبارة
وله غدا مستقبل
سنراه يجلس في الصدارة
وأهم ما للبنت أن
تحظي بكفء ذي مهارة
قال اطمئنوا واسمحوا
لي لحظة في الاستشارة
* ويمضي الشاعر علي أحمد النعمي يصور لنا بأسلوبه الساخر المرح ما يحدث في الزواج من شروط مجحفة فيقول علي لسان والد العروس بعد أن استشار ابنته وأهل بيته وحصل علي موافقتهم علي العريس :
يا إخوتي انا ليس لي
الا قبول عريس " سارة "
لكن بشرط واحد
إن كان يرضاه " زرارة "
سبعون ألفاْ مهرهاً
لم يبق لي منهن بارة
وكساؤها ومصاغها
ستقوله زوجي " جبارة "
وعشاء عمتها وخالتها
وعشاء جدتها " منارة "
غير الذي ترضي به
بنتي لقا فض البكارة
هذي شروطي فاقبلوا
او فارفضوا وكفي الزيارة
* ويمضي الشاعر علي أحد النعمي قائلا علي لسان آل العريس :
يا عمنا ما هكذا التزويج
ما هذي الجسارة !!
فاجأتنا في لهجة
ضجت لنبرتها العمارة
هذي الشروط ثقيلة
والبنت ليست بالتجارة
وإعاقة الكفء الذي
سلك الطريق هي الخسارة
خفف شروطك قاصداً
نيل المثوبة عن جدارة
واجعل لبنتك حقها
في العيش في فجر النضارة
* وننتقل الي قصيدة اخرى حيث نرى الشاعر علي أحمد النعمي يصور لنا تجربته مع الحياة وما كشفت عنه هذه التجربة من أنواع الناس وطبائعهم وسلوكياتهم فيقول :
يا نجد جربت الحياة وأهلها
ومخرت هائجها بقلب لوزعي
فاذا الحياة رخيصة وحقيرة
والناس ما بين المتقي والمدعي
سلكوا طريقا واحدا فتباينت
خطواتهم في موقع عن موقع
هذاك وضاح الجبين يعب من
نهر وهذا عب من مستنقع
* ونمضي مع الشاعر علي احمد النعمي في ديوانه " الارض والعشق " لنقرأ له قصيدة أخرى بعنوان " تحية العلم والعلماء " أنشدها بمناسبة الاحتفال بمرور خمسة عشر عاماً علي تأسيس جامعة الملك سعود فيقول :
طاب المساء وباح بالتغريد
شاد علي فرع نضير العود
جذلان يستهدي الاصيل لحونه
نغمات حب حلوة التجويد
تتمايل الاغصان من ترجيعه
وتميس في جو من الترديد
فاليوم عيد العلم عيد رجاله
واليوم تخفق راية التوحيد
هذي المعاهد والمدارس لم تكن
بدعا علي أرض الأباة الصيد
هم هكذا " آل سعود " حميدة
أفعالهم من طارق وتليد
عمروا البلاد بحبهم وبلطفهم
فسمت إلي عهد أغر سعيد
أني التفت رأيت فيها آية
للمجد أو ضربا من التجديد
* ونصل في قراءتنا لشعر الشاعر علي أحمد النعمي إلي القصيدة التي تخير عنوانها عنونا لديوانه وهي قصيدة " الأرض والعشق " وهي قصيدة وجدانية تصور علاقة الإنسان بالأرض والوطن ومدى حبه وانتمائه للأرض التي نشأ وتربي وترعرع في أحضانها فيقول :
ما أجمل الحب في عرفاني معترف
وما أرق الهوي في الروضة الأنف
وما علي النفس ان هاجت خوالجها
وشدها عشقها للأرض في شغف
أن تملأ العين من منثور بهجتها
في كل لون فريد الشكل مختلف
تألقت في الرمال السمر واتحدت
في الحر والبرد من " نبع " ومن " قطف "
لا تشبع العين من تكرار تظرتها
فيها وترنو بلحظ المغرم الدنف
وهل يمل حبيب حب ملهمه
معني الصفا والوفا والطيب والشرف
* ويمضي الشاعر علي احمد النعمي يبين مدي حب الإنسان للأرض وتعلقه بها فيقول :
معجونة منك أحلامي وأوردتي
قوية النبض من إشراقك اللهف
إليك يحلو انتمائي يزدهي فرحي
فانت دفئي وترنيمي ومنعطفي
وأنت رجع انفعالاتي وأنت صدي صوتي
وأنت البديع الفرد في صحفي
عشق التراب قديم في جوانحنا
والنخل ما النخل لولا روعة السعف
* ولم ينس الشاعر علي احمد النعمي ان يدلي برأيه فيما يسود الساحة الأدبية من إنتاج شعري رديء واختفاء الشعر الأصيل فيطلق صرخته عالية مدوية إلي الغيورين علي ديوان العرب وحراس مجد الشعر في قصيدة له بعنوان " الغدير والينبوع " يقول فيها :
يا حارسي مجد القريض تنبهوا
لشموخه فالأمر غير طبيعي
الشعر ليس بهرطقات فجة
شوهاء ذات تأوه مصروع
أولي بها النسيان حين ظهورها
وعن اللقا بالدع والتمزيع
ما الشعر الا نغمة سحرية
فواحة بالعطر غب ربيع
ما الشعر الا رعشة تنساب في
قلب الوجود عميقة التوقيع
لا ما نعيش خواءه وغثاءه
علنا وباسم عوامل التشجيع
* ويتساءل الشاعر علي أحمد النعمي في ألم وحسرة لما آلت إليه أحوال الشعر في الساحة الأدبية فيقول :
هل هان هذا الشعر حتي جاءنا
من يجعل المجرور كالمرفوع
يرقي بسلمه غبي عابث
ودناه عامرة بكل ضليع
وهل انتهي جهد الخليل وعطلت
أوزانه في العالم المفجوع
* ونرى الشاعر علي احمد النعمي يختلف مع الشاعر الكبير نزار قباني في النهج الذي انتهجه الشاعر نزار قباني فيهجوه الشاعر علي احمد النعمي في قصيدة بعنوان " جنح القطار وروع الركاب " فيقول :
يا شاعرا منيت به الأحساب
وتقيأت من ذكره الانساب
من أي ماخور أتيت فطالما
شقيت بفحش حروفك الآداب ؟
واصل منادمه العقار فانه
للفاسقين محجة وكتاب
واجمع بغاياك العجاف بحانة
واعزف لهن لترقص الأعتاب
فحصاد عمرك وردة منبوذة
وقصيدة مخمورة وحباب
وادر كؤوسك لا عليك فإنما
يغنيك نهد مومس وشراب




هامش : ملحق الاربعاء 6 صفر 1410 هـ العدد 319 – جريدة المدينة – السعودية

هناك تعليق واحد: